سيــــــــــــــادة القارئ

ليس كل مـــا قرأته صحيحــــــــــــا ،،، أرجو منك الإصلاح ، وشكرا لك

Senin, 12 Juli 2010

يا مغيث !!!

تخيل أن تكون أنت الآن في وسط البحر العميق ولا تجد شيئا إلا غصنا تستند عليه لكي لا تغرق، فماذا تفعل؟ أتتمنى أن تساعدك أبوك أو عمك أو أحد آخر؟ لا، لا يبال من أنت وما منصبك وكم حسابك فمن  أعمق قلبك تقول: يـا رب،،، يا مغيث أغثني!!! فالعاقل يعلم أن في هذا الحال يحتاج إلى قوة أقوى من قوة البشر، قوة فوق قوة. قد ينسى الإنسان من أين أتي نعم حياته ولكنه لن ينس أبدا أن هناك قوة قادرة على أن تخرجه من حاله الصعب. تذكرنا قصة إبراهيم عليه السلام الباحث عن قوة أقوى لا تزول ولا تغيب. الشمس والقمر والنجم كلها تأتي وتغيب، فبعد بحثه الطويل آمن بأنه لا قوة إلا بالله خالق الشمس والقمر والنجم وهو رب العالمين. فهل تؤمن بالله أم تؤمن برب العالمين؟ فما الفرق يبن الاثنين؟ 
إذا رأيت مكتبا فتعتقد أن لهذا المكتب رب، وإذا مشيت في حديقة فتعرف أن لها رب، حتى إذا دخلت بيتا فتسلم على ربها وتنتظر ليفتح لك الباب ثم تدخل. فكلمة "رب" تأتي بمعنى "سيد أو مالك الشيء" وأيضا بمعنى " المتصرف في مخلوقاته بإرادته". والإله هو كائن فوق طبيعي ذو قدرات خارقة، يقدسه ويعبده الإنسان.أما الإله فمعناه المعبود من أله يأله بمعنى عبد يُعبَد فإله معناه معبود وليس معناه الرب وإنما معناه المعبود، والإلهية هي العبادة، والوله هو الحب لأنه سبحانه وتعالى يحبه عباده المؤمنون ويخافونه ويرجونه ويتقربون إليه . فتبين الفرق بين معنى الرب ومعنى الإله وأنهما ليسا بمعنى واحد ومن والعلماء يقولون إذا ذكرا جميعًا صار الرب له معنى والإله له معنى ، وإذا ذكر واحد دخل فيه معنى الرب أما إذا ذكرا جميعًا مثل ما في سورة الناس فإنه يكون للرب معنى وللإله معنى آخر.
فهذه هي القوة التي نتحدث عنها، وهي القوة التي تملك كل شيء والقوة التي يعبدها الإنسان. ونعرف أن شكل الإيمان بهذه القوة متنوع، لأن الإنسان لم ير هذه القوة فيتصورها بأشكال مختلفة. فنجد أن من بعض الناس من يتخذ الأصنام ألهاتهم، والبعض يعتقد بأنه "لا إله إلا الله" ومعناه لا معبود يستحق العبادة إلا الله. وتعتبر هذه الكلمة هي كلمة التوحيد الخالص، وهي أعظم فريضة فرضها الله على عباده، وهي من الدين بمنزلة الرأس من الجسد.    
إذ معنى الإله هو المعبود الذي تألهه القلوب وتخضع له وتتقرب إليه، فلنجعل قلوبنا تخضع لله الذي لا يزول ولا يغيب، فيا خسارة لمن يجعل المال والسلطة والأشياء المدية الأخرى إله، فربما قد لا نشعر أننا واحد منهم، فيا مغيث أغثنا من فتنة الدنيا...!!!

الزواج المبكر ،،، من الجنة إلى جهنم

"الزواج المبكر ،،، من الجنة إلى جهنم"

إنه لا شك فيه أن الكل موافقون بالزواج ولكن متى وكيف يتم الزواج؟؟ فالكل لديهم آراءهم وحجتهم. إنهم موافقون بأن الزواج هو وثيقة غليظة بين الاثنين، المرأة والرجل. والكل يعتقدون أنه رحمة من رب العالين للبشر حفظا على حاجتهم الطبيعية. فليس هناك أحد يخالف الآخرين لاختيار واحدة أو اثنتين أو ثلاث أو أبع على حسب قدرته، ولكنهم قد اختلفوا في كيفية الاختيار. إن قضية "اختيارهن" ليس كقضية اختيار الثمر، إن في قضية الثمر: الفلاح يختار دائما الثمر الناضج لأن طعمه أفضل وأحسن، أما في قضية "اختيارهن" فلكل واحد منهم ذوق وميل مختلف بعضهم عن البعض. فالبعض يختار واحدة من هؤلاء القاصرات ويسمى هذا الزواج بالزواج المبكر، ففي هذه المقالة سأبحث عن إيجابيات وسلبيات الزواج المبكر، فمن يتزوج قاصرة ويجد الإيجابيات فيه فإنه قد حصل على الجنة ومن يجد السلبيات فيه فحصل على الجهنم.
ونجد في المجتمع من يتزوج امرأة أقل عمرها من عشرين وهل هذا يعتبر الزواج المبكر؟ طرح البعض إن المعنى الحقيقي للزواج المبكر من الناحية الطبية والعلمية هو الزواج قبل البلوغ فبالنسبة للفتاة الزواج المبكر هو زواجها قبل الحيض. وأما سن البلوغ فيتراوح عالمياً ما بين 9-16 سنة. فبناء على هذا التعريف أن الزواج في العمر الثامن عشر عاما لا يعتبر الزواج المبكر. ولكن قضية الزواج المبكر تأتي من هذا الحال أيضا:
"اسمي مييـا تزوجت في أقل من أربعة وعشرين عاما من عمري، مهما صعوبة الحياة التي أواجهها مع زوجي وآراء الناس المعارضين عن زواجنا فإنني سعيدة، لأن أهم الأشياء عندنا هو رضا الوالدين بزواجنا" هذا، ما ذكرته مييا، واحدة من ممارسي الزواج المبكر. أكرر كلامها بأنها تزوجت في أقل من الرابعة وعشرين من عمرها فلماذا سمي زواجها بالزواج المبكر؟ لأن في إندونيسيا الزواج المبكر لا يعني الزواج في عمر الصغار فقط بل يعني الزواج بين الاثنين في حالة صعبة أيضا، مثل: لم يجد الزوج على العمل وأنه مازال يدرس في الجامعة. والزواج المبكر في إندونيسيا يعتبر أيضا كالزواج بالحدث أي أن الاثنين قد تجاوزان على الحد في علاقتهما، فالناس يستغربون عن حال من يتزوج وهو مازال يدرس في الجامعة ولم يحصل على العمل ولا البيت ولا يعرف من أين يأكل إلا من مطبخ أمه، فلا يظنون إلا أن الزواج يسببه حدث غير شرعي.
فمييا وغيرها من الفتيات التي يتزوجن في العمر الأقل من عشرين سنة يجد الفائدة من هذا الزواج، -دعنا نقول إنه زواج مبكر كما الآخرون يسمونه بذلك-  فمن فوائد أو إيجابيات الزواج المبكر هي:
1.     تحمل الزوجين للمسؤولية وعدم الاعتماد على الآخرين  .
2.     كما أنه يقلل من الوقوع في الرذيلة و الانحراف والشذوذ الجنسي .
3.     وفيه المحافظة على النسل وتعمير الكون وازدهاره .
4.     كما أن فيه التقارب في السن بين الآباء والأبناء بحيث يكون الفارق في السن بينهما قليلاً يستطيع الآباء من خلال ذلك رعاية أبنائهم والسهر على راحتهم وهم أقوياء كما يستفيدون من خدمة أبنائهم لهم .
لكن من الأسف الشديد، أن فيه كثير من الفتيات اللواتي لا يتحملن على صعوبة الزواج المبكر، لأن الكل يعترفون أن في الزواج مسؤولية كبيرة، فقد تحول الزواج المبكر من خيره إلى شره. ذكر علي راضي أبو زريق بعض سلبيات الزواج المبكر، مثل:
1.     عدم النضج النفسي والذهني.
2.     يضعف الإنسان في مجال العفة، ولا يحميه إلا حماية جسدية إلى حين من الزمان، ثم يعود بعد ملله من قرينه إلى الفاحشة يمارسها وهو متمكن من أساليبها متمرس عليها، لكنه أضعف في مقاومتها. وقد انتبه القدامى إلى هذا فصاغوا خبرتهم هذه بالحكمة القائلة «أعزب دهر ولا أرمل شهر».
3.     والزواج، خصوصا للمرأة، حالة استقرار، والاستقرار ليس دائماً حسناً، ويفقد فرصة النمو الداخلي الذي يكبر به الإنسان ويتطور.
4.     الفهم الخطأ من الحديث الشريف : " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج". إن معنى الشباب المقصود هو من قد حصل على النضج النفسي والخلقي والمادي.
ونرى أيضا كثيرا من المشاكل الصحية للمرأة والعنف المنزلي والانفصال أو الطلاق في الزواج المبكر. ولعل هذه المشكلة لا تحدث لهن. فمن التعريفات المختلفة في معنى التبكير وحد الأقصى لعمر الزواج وأيضا من الإيجابيات والسلبيات الموجودة في الزواج المبكر، فلكلنا اختيار متى سنتزوج وكيف؟؟؟ فليس كل ما يصلح لشخص يصلح لغير، إذا رأينا أحدا ينجح في زواجه المبكر فليس المقصود أن نتبعه ونتزوج مبكرا أو أن نزوج أولادنا مبكرا، فلكل مقام مقال ولكل مقال مقام والزواج لم يكن صالحا إلا في وقته المناسب والقدرة الكافية ماديّة كانت أو معنوية. 

دع المـــــــــاضي للمـــاضي

"دع الماضي للماضي"
(مقالة أدبية عن المرأة المظلومة في الأمثال الشعبية)


هل من أحد يعرف حر النار قبل أن يمسكه؟ هل من أحد يعرف حلوة السكر قبل أن يذوقه؟ فالمعرفة لا تحصل إلا بالتجربة، والبشر من أول حياته يجرب الأشياء الكثيرة والمختلفة ثم يحصل بعد ذلك على المعرفة. والناس يحافظون على المعرفة التي اكتسبوها أو على التجربة التي جربوها عبر الأمثال الشعبية، لذلك يمكن أن نستكشف طبيعة الشعب بسهولة عبر الأمثال لأنها تمثل فلسفة الجماهير.
أحمد أمين طرح لنا تعريف الأمثال بقوله: "الأمثال نوع من أنواع الأدب يمتاز بإيجاز اللفظ وحسن المعنى ولطف التشبيه وجودة الكناية ولا تكاد تخلو منها أمة من الأمم". بالإضافة إلى ذلك، فالأمثال تختلف عن الشعر أو النثر الفني الآخر، إذ رأينا أن كليهما لا يعرفهما إلا من الطبقة الارستقراطية في الأدب، أما الأمثال فكل الناس في الشوارع كان أم في الأعالي يعرفونها جيدا لأن الأمثال عادة وليدة البيئة التي نشأت عنها.
وعبر الأمثال تنتقل المعرفة من جيل إلى جيل لأنها تعتبر تلخيص لتجربةٍ ما مرَّ بها الإنسان عبر حياته، ثم تداولها الناس وعبَّروا بها عن مواقف مشابهة. فالأمثال إذا، تلعب دورا هاما في تقديم آراء المجتمع عن شيء ما، مثل: قضية المرأة. كلنا نعرف أن من ميزات الأمثال أنها تستخدم الأسلوب الجذاب الإيجاز، فهل من وراءها حسن معاملة الناس مع المرآة؟! وكيف يرى المجتمع هذه المخلوقة؟! 
فليخرج من ساحة الأرض من ينكر أن المرأة جزء لا يتجزأ من المجتمع سوء أكان بكونها كشخص، أو كبنت أو كأم أو زوجة فأنها لا تغيب عن الأمثال بل تحضر كثيرا فيها.  فعلى سبيل المثال فإن عدد الأمثال في كتب  الأمثال العربية التي يكون موضوعها شخصية الكهل لا تتجاوز (7%) من مجموع الأمثال، كما يأخذ الطفل نسبة (6%)، والشاعر (12%)، والأحمق (5%)، والفارس (17%). وتأخذ شخصيات غير بشرية كالطير نسبة (6%)، والحيوان مختلف أنواعه (10%)، والنبات (7%)، والشخصيات الغيبية كالغول والجن والهامة وغيرها (6%). في حين تأخذ شخصية المرأة ما نسبته (23%) من مجموع الأمثال.
حضور المرأة في الأمثال العربية والعالمية هل يدل على أنها محبوبة ومحترمة عند المجتمع؟ فلنلاحظ هذه النقاط التي تتحدث عن المرآة من خلال الأمثال الشعبية في العالم:
أولا: المعاملة مع المرأة غير المعاملة مع الرجل. "هل المرأة إنسان أم لا" أ هذا السؤال؟!؟! أعتقد أن السائل هو ليس إنسانا أو ربما هو إنسان لا عقل له، حسنا هو عاقل لا يفكر به. للمرأة رأس فيه مخل، عينان، أذنان، يدان، قدمان وعندها كل ما لدى الآخر، ولكنه ليس سببا أن تحصل على المعاملة الجيدة، من الأسف أن بعض الناس يعاملها كأنها ليست إنسانا بل كأنها مخلوق آخر خلقت لدور الحياة التافه مثل للمتعة والشهوة والأدوار الليلية لا غير. نجد المعاملة الغير إنسانية هذه عبر الأمثال: المرأة : طفل كبير سقراط و المرأة : رجل ناقص أمين سلامة .ورغم دور المرأة في حياة الإنسان واُنسه بها، إلاّ أنّها تبقى عندهم : حيوان بليد أحمق ولكنّه من بواعث الفرح والسرور سقراط .
ثانيا: المرأة قريبة من الشيطان، مثل ما يقال في الأمثل العربي: فالنساء حبائل الشيطان وفي الإسبانية: قبل أن يخلق الله الرجل، خلق الشيطان. وفي الهندية أيضاً نجد: حتّى الشيطان يرفع يديه بالدعاء ليأمن شرّ المرأة. وهي مرتبطة بالشر وليس لحيها قليل من الفضيلة، في الإيطالية: "كل شيء يأتي من عند الله، إلاّ المرأة" . ولذا تربط الأمثال ما بين المرأة والصفات السيِّئة.
ثالثا: المرأة تشبه الحيوانات، ولم يكن وجه الشبه فيه هو الجمال ولا الدور الأنوثي بل وجه الشبه هو في سلوكها وطريقة التعامل معها، بكل التأكيد أن التشبيه ليست من أجل المدح بل من أجل التحقير والهجاء، مثل ما وجدنا في الروسية : "الكلب أكثر فهماً من الزوجة، فهو لا ينبح على صاحبه".
رابعا: تعيش المرأة لا لنفسها، لأن الناس يجعلونها تعيش من أجل سعادة الرجل مثل خدمة في البيت وللزوج، هذا ما ذكر في فلسفية قديمة: "المرأة خلقت لتسعد الرجل"، فهي تعيش حياتها للرجل، لا لنفسها .
خامسا: أنها حمل ثقيل وعبء متعب، ومع كل ما تقدّمه المرأة للرجل من تضحيات، ومع أنّها تنفق راحتها وسعادتها لإسعاده ، إلاّ أنّ الرجل ينظر إليها وكأنّها حمل ثقيل بل شرّ لا بدّ منه : "النساء مشاكل ولكنّها مشاكل تلذ لنا مغالبتها" جيمس ادواردز .و "المرأة ضرر لازم" مثل فرنسي .
سادسا: أنها جالبة كل السيئات، من همّ ومرض وشؤم، فهي ـ في نظرهم  ـ رمز الشقاء والعناء، واللون الأسود من الحياة، رغم كل ما تحمله من جمال وأناقة وحيويّة وسرور، انظر إلى ما يقولون: "المرأة: هي المرض" بقراط .وفي الأمثال العربية: "همّ البنات للممات" ويقال أيضا: "الشؤم في النساء".
 حين نقرأ تلك النقاط المخيفة قد تعجبنا كثيرا بهذه الأمثال الظالمة للمرأة، ولكن من الممكن أن نستريح قليلا لأن غير تلك الأمثال التي تصف المرأة صوفا سلبيا فإنها تستثني وضع المرأة كأم، فإشارة إلى أهمية وجود الأم في حياة كل منا، هناك مثل يقول: "اللي ما عنده أم حاله يغُم". وإذا أردنا أن نستريح طول حياتنا من تلك الأمثال القاتمة، فلنعتمد على المبادئ الدينية السالمة، لأن الدين لا يضع المرأة إلا في مكان عالي محترم، مثل ما ذكر في الأحاديث الشريف عن المرأة: "الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة" و"استوصوا بالنساء خيراً" و"إنما النساء شقائق الرجال، ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهُنَّ إلا لئيم".

فآباءنا وأجدادنا في تجربتهم قد يجدون المرأة كمخلوق غريب ومضير، ليس فيها خير، ولم يخلق إلا لأغراض تافهة، فكل نتيجة تجرباتهم مكتوبة ومحفوظة في الأمثال،ولكن هل نستطيع أن نتمسك بهذه الأمثال؟ أ نحن راض أن تكون المرأة مثل ما ذكرته الأمثال القديمة؟ فلترك ما للماضي للماضي، ولنتيح الفرصة لهذه المخلوقة المظلومة أن تقول للناس جميعا أن فيها رحمة ومودة وعفة وأنها تقدر على الحياة كحياة غيرها وأنها خلقت بمسؤولية عظيمة، وأنها جزء لا يتجرأ من المجتمع بالدور المهم بل إنها مدرسة الحياة.

Selasa, 22 Juni 2010

المعتزلة

خلاصة قصة "المعتزلة"
في إحدى القرى تستقر هذه الأسرة كاستقرار قفص طير حقير على أشجار ضخم، لا رجال ولا نساء ولا أحد من سكان القرية يعلم من أين أتت هذه الأسرة ولماذا اختارت ذلك المكان مسكنها، العيش بين القصرين ليس تعلة أسرة أم تمام هذه لتختلط وتتعامل مع المترفين وأهل القرية كلهم. كانت أم تمام امرأة غريبة الشكل ولم توجد سنتي متر جمل في وجهها ولا في جسمهـا، وهذه الدمامة كلها تكملها اسمها الغريب "ست أبوها" ومن يسمع هذا الاسم الغريب لم تستغرب من كونها الغريبة.    
هذه المرأة تعلم ابنيها تمام وأبو علاء وبنتها سعدى كبرياء الفقر، وهذان الغلامان الذي يبلغ الأول العشرين من عمره ويبلغ الأخر الخامسة عشرة يفضلان أن يلعبا بينهما أو مع أختهما في وقتهما الفراغ من عمالهما المتدني. لو لم تتشرف بكبرياء الفقر فستكون حياة هذه الأسرة أسهل ويمكن للغلامين أن لا يلعب بطين ليبنيا بيتا صغيرا لكسب عيش الأسرة، ويمكن لأم تمام أن تتخلص من رائحة الروث الكريهة لتشم رائحة الحياة الأفضل، لأن بين المترفين من يهم لمساعدتها ولكن خوفه من رفضها يمنع رغبته في مساعدتها. فتظل هذه الأسرة تعيش كما عشت من الرزق القليل بل أقل من القليل. وفي يوم من الأيام هادم القرية الوباء، فمات الكثير منهم ونزل الدموع غزيرا من عيون أهل الميت، ومن بين هؤلاء المختارين تمام وأبو علاء وجلست أم تمام بينهما راجية أن يأخذها الوباء، لكنه اختار من يريده هو، فترك الوباء أم تمام وسعدى. ذهبت أم تمام من بيت إلى بيت تجد فيه رائحة الموت فبقيت تبكي بكاء شديدا دون أن يعرف أي أحد سبب بكاءها. وبعد أن ينتهي موسم الموت لم تجد أم تمام بيتا تذهب إليه، فأخذت سعدى لتستسلما حياتها للموت، فذهبتا إلى القناة، فيقبلها الموت دون سعدى بل وهبها ملك الموت بلهاء، فرافقها البلهاء في بقية حياتها،  وكان الناس يعرفونها  بأنها شابة تشبه ميدان المعركة بين الجمال والبؤس والآن بزياد فريق البلهاء، فيجد الناس أن واحد من هذه الفرقاء الثلاثة قد انتصر وتحصل سعدى على جائزة الجنين داخلها. وبعد هذه المعركة لا رجال ولا غول يتقدم لتحتفل معها بهذه الجائزة، ولا أحد يعرف ماذا حدث بسعدى وجنينها.

خديجة

خلاصة قصة  "خديجة"

"تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب"، ههي إجابة فقيه القرية على تساءل أهل القرى عن استغرابهم بوجود خديجة الجميلة بين الأسرة الفقيرة والحقيرة، وكانوا ينكرون أن تكون أمها محبوبة صانعة الخبز وأبوها شعبان البناء. يعتبون أن خديجة صورة كاملة للجمال ووالدين صورتان كاملان للقبح.

كانت هذه الأسرة أسرة في شظف العيش، لا تكفي أن تشتغل محبوبة من دار إلى دار لتصنع الخبز الخاص الذي لا أحد يماثلها في صناعه، وكان شعبان يشتغل في الأيام القليلة فقط وبعدها يتعطل لأيام أكثر من أيام شعله. لذالك، تشتغل خديجة كالخادمة في إحدى بيوت الأغنياء، وكانت سيدتها تحبها كثيرا، وكالما سنحت الفرصة لتبر إليها فلا تشك السيدة لأن تعطي الخير لأسرة خديجة من ثوب أو طعام. وكانت حبها لخديجة تزداد يوما بعد يوم حدث فيه هجوم محبوبة لخديجة حيث أنها تتهم أن بنتها سرقت وتخون سيدتها، واعتقدت أن سبب ضيق الرزق في أسرتها هو أن في أسرتها بنت سارقة. 

 بدأ هذا الحدث حين وجدت محبوبة طبقين في زاوية بيتها، وظن أن بنتها سرقت. لكن سيدة خديجة دافعتها بشرحها أنها هي التي أعطتها طبقين فيهما الطعام لتقدمه إلى أسرتها، وصرخت محبوبة أن خديجة لم تحضر لها ولأسرتها قطعة من الطعام قط. وبعد ضرب شديد وبعد بكاء غزير، اتضح الأمر. يُعرف أن خديجة لا تكره أن تطعم أسرتها بطعام جاء من باب الصدقة، وتفضل أن تعطيه إلى الفقراء أو الكلاب أو رميه في الطريق إذا لم تقابل الفقراء ولا الكلاب.

فلم يوجد أحد يجهل عن ما حدث بخديجة، وأصبحت بعد هذا الحدث نجمـا يتحدث الناس عنها في كل مكان حتى زاوية أركان القرية ولا يطيل محادثة الفتيان إلا بمحادثة جمال خديجة الكامل مظهرا وجوهرا، وكلهم يتأملون بأن يتزوجوا بخديجة. فأتاها الخطيب من أسرة لا تكثر الغناء ولكنها بعيدة عن الفقر. فهل من علة أن ترفض أسرة خديجة هذا الرسول الكريم الذي أتاهم ليخرجهم من ظلمات الفقر إلى الحياة الجيدة؟ مسحت أسرتها كل شك، وقابلت خطبة الفتى، لكن خديجة لم تحب هذا الفتى ولكنها لا سبيل لها لأن تقول "لا, للزواج"، فكتمت الرفض كما كتمت حزنها وكأنها البخيل يكتم كنزه.



فتم الزواج بسعادة العريس دون سعادة العروس، وقد رفعت الراية القانية فتزول كل خوف أم خديجة. وفي ذات صباح بعد يوم الزفاف، خرجت فتيات القرية مغنيات مستمتعات بجمال الصباح، ولكنهن يرجعن ساكتات حزينات خائفات لأن خديجة لم تعد معهن حيا. فافتقدت القرية خديجة النقية والجميلة، وبقيت الأسرة في الفقر ومحبوبة ستظل تجلس أمام فرت لتصنع الخبز وشعبان لن ينظف جسمه من تراب وطين.

قـاسم

خلاصة القصة الثانية "قــاسم"

  قاسم رجل حي لكنه في حالة الفتور لا أمل له ولا تفكير في مستقبل حياته كل ما لديه هو أن يحصل على سمك ليأكله هو وزوجته "أمونة" وبنته الوحيدة "سكينة". وهو رجل ضعيف قد أكل المرض جسمه لكنه لم يفعل كما فعل المرضى الآخرين الذين قد استسلموا لعللهم وأنه يتحامل على ضعفه ومرضه ويسعى أن يخرج في ظلمة الليل إلى النهر رجاء أن يكون النهر كريما إليه. لديه أخ ضرير يقرأ القرآن ويحرص على الصلوات، كان وصى قاسما على آية يحفظه من خوف الظلام، الآية الكريم تحضر السكينة في قلوب المؤمنين: "الذين أمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله، ألا بذكر الله تطمئن القلوب". قد حفظ قاسم هذه الآية الثامنة وعشرين من سورة الرعد، وكررها ثم كررها حتى هرب الخوف منه. كانت أمونة وسكينة منتظرتين لقدوم قاسم من النهر، إذا عاد قاسم صفر اليدين سذهبت أمونة إلى بيوت جيران من هنا إلى هناك لتساعد بالشغل المنزلية وتحصل على أجر قليل لتخرجهم من الجوع. فهكذا تجري حياة هذه الأسرة الصغيرة التي تسكن في بيت حقير.

ذات يوم صادمه خير النهر، رزقه الله بسمكة كبيرة لم تجد مثلها من قبل، فأول ما خطر في بالي هذا الرجل الكريم أن يعطيها إلى العمدة. فانتظر لمساعدة أحد ليحمل هذه السمكة الثقيلة، فذهب مع غلام يحمل السمكة إلى بيت العمدة ولا إلى بيته لأن أول ما خطر في باله أن يهديها للعمدة, شكر العمدة بما أعطاه قاسم وبادله بمبلغ من المال ثم ذهب قاسم إلى السوق ليشتري ما يريده من الطعام. وفي بيته الذي كان سقفه من سعف النخل وبابه من خشب رقيق حدث حديثة عجيبة بين زوجته وبنته.

سألت أمونة بنتها سكينة التي تبلغ في السابعة عشرة من عمرها عن ما فعلته في ليلة حين خرجت من بيتها سرا. فهذا السؤال يجعل هذه الفتاة جامدة لا تتحرك ولا تجيب سؤال أمها، فغضبت الأم ثم كررت السؤال وأصبح السؤال الثاني أقوى من الأول، أن الأم تعذّبها حتى تقول كلمة تبين بما حدث. فأصبح النهار قاتما وكأن الشمس تفتقد نورها الشديد حين أجابت الفتاة بأنها انسللت من بيتها لمقابلة عمها. فهل من أم تقدر أن تقبل وترضى بعلاقة قذرة بين بنتها وعمها؟ فبدأت تبكي بكاء شديدا حتى عاد قاسم ومازلت تبكي. فوجم قاسم بما رآه، فانقلب سروره أثناء عودته من السوق حزنا، وانقلب شعور كرمه وشرفه كرجل قادر على نفقة أسرته حقيرا وتافه بأسوأ خبر قالته زوجته.

كان قاسم عاجزا على أن يقبل الحقيقة بأن الرجل الذي زاوج أخته وقع في العلاقة البغية مع بنتها. إنه الحج محمود الرجل الذي يتصنع بأنه رجل مؤدب بلقبه الحج، رجل غني لا يستطيع أن يحفظ عينيه بأن لا تطيران من هنا إلى هناك لتبحثا عن فتاة جميلة. وحين حان الوقت ليستيقظ، لم يستيقظ من مكانه إلا شبح يمشي بدون أن يراه أحد ولا يرى أحدا، ولم يسمع أذان الصبح كما سمع ولم يذهب إلى المسجد كما ذهب من قبل ولم يقرأ آية حفظها كما قرأها في الأيام الماضية. وفي ذلك اليوم ذهب ذلك الرجل المشبه بالجماد ولم يعود إلى بيت انتظرت فيه زوجته وبنتها، وأنهما انتظرتا ثم انتظرتا وأخيرا انصرف منهما الأمل برجوعه كما انصرف قاسم بدون سلام ولا كلام.

صــــالح


خلاصة قصة "صــالح"

        أمين، صبي غني ومدلل يعيش بين أسرة فيها حنان وسعادة، ذات المساء أمرته أمه بأن ينبئها  حين رفع الشيخ صوته بالتكبيرة الأخيرة من صلاة المغرب، لأنها لا بد أن تعد المائدة لضيفهم. فذهب أمين بعد أن وعدته أمه بقطعة من السكر قبل نومه. لكنه لم يفعل كما طلبت منه أمه. وفرغ الشيخ وضيفه من الصلاة، وانتظر الشيخ قلقا، وبعد دقيقة، مرت إحدى أخوات أمين ورأت أنهم فرغوا من الصلاة فأخبرت أمها. وأمين لم يفعل ذلك قصدا، في الواقع لم يسمع التكبيرة الأخيرة من صلاة الشيخ لأن الأمر المهم قد شغله وهو حضور رفيقه صالح.

صالح، صبي نحيف وهزيل وبائس كان لبسه ممزقا وباليا وأسمالا لكنه زين بالأخلاق المحمودة. حمل بإحدى يديه أكماما وأعطاها لأمين بادله بسكر، كان صالح لم يتوقع بما رده أمين، فنظر طويلا إلى السكر وأكله ببطء ليستمتع بحلاوته أكثر، فنسي أمين أمر أمه واستغرق في لعبه ومحادثته مع صالح عن الأشياء المثيرة لهما. لم يرد أمين أن يترك صالحا ولا يريد أن يتخلص من لعبه حين دعته أخته للعشاء، لكنه دخل بيته دون صالح وحين رأت أمه الأكمام التي بيد ابنها أمرته بأن يدعو من أعطاها له.فجرى أمين فرحا وراجيا أن يجد صالحا، فوجده بقرب من بيته، ففي ذلك المسـاء تعشى الرفيقان معا وانصرف صالح من بيت أمين موفورا.

فحدثت حادثة في كتاب درس فيه أمين وصالح وأترابه، كان لديهم الشيخ الضرير والعريف الظالم، كلف العريف بدفع مال حتى لا يخبر الشيخ بأنهم لم يطيعوا النظام، فصالح لم يقدر على دفع المال فأخبر الشيخ بأنه هو الوحيد الذي لا يطيع النظام فدافعه أمين بقوله إنالعريف قد كذب وقال إن كل الأولاد سبحوا في النهر، فشجاعة أمين تسجنه في مشكلة فعاقب العريف أمينا وصالحا. لكن العريف يعاقبهما بطريقة مختلفة يعاقب صالحا بشدة ويعاقب أمينا بضرب عبث.

سعد صالح بثوب جديد أعطته أم أمين له ولم يشعر بألم بعد عقاب العريف، ولكن هذه السعادة لم ترافقه طويلا وكأنها لا تحب أن تكون بجانب صالح، بعد أن وصل صالح إلى بيته وأعطى زوجة أبيه ثوبه القديم لتستفيد منه، لكنها لم ترض أن يتذوق صالح خيرا دون ابنها وبنتها. وكانت راحته من العذاب تنتهي حين أُخذ ثوبه الجميل الذي يغطي جسمه بقوة وقد عجز صالح من الذهاب إلى الكتاب بسبب الضرب الشديد من أجل قماش ليغطي جسم محمود –ابن زوجة أبيه-

وبعد أيام، خرج الرفيقان إلى محطة فيها الناس يجتمعون ويصرخون ويدعون الله بكل الخير فوجدا امرأة تبكي وتضحك أمام جثة صبي ملقى على أرض، فجمد جسم صالح حين عرف أن تلك المرأة التي تبكي بسبب غريزتها وتضحك بسبب جنونها هي أمها التي تزوجت برجل بعد طلاقها من أبيه وزواجها الثاني وهبها ابنا ، وعرف صالح أن تلك الجثة هي جثة سعيد، أخوه من أمها. فكان عزرايل في ذلك اليوم مشغولا، إنه قبض صالحا وسعيدا وفقدت خديجة العفريتة ابنيها في يوم واحد. وأمين حتى اليوم لم يعرف كيف قبض عزرايل صالحا، هل جعل القطار يأكله مثل ما أكل سعيد؟؟؟