سيــــــــــــــادة القارئ

ليس كل مـــا قرأته صحيحــــــــــــا ،،، أرجو منك الإصلاح ، وشكرا لك

Senin, 12 Juli 2010

يا مغيث !!!

تخيل أن تكون أنت الآن في وسط البحر العميق ولا تجد شيئا إلا غصنا تستند عليه لكي لا تغرق، فماذا تفعل؟ أتتمنى أن تساعدك أبوك أو عمك أو أحد آخر؟ لا، لا يبال من أنت وما منصبك وكم حسابك فمن  أعمق قلبك تقول: يـا رب،،، يا مغيث أغثني!!! فالعاقل يعلم أن في هذا الحال يحتاج إلى قوة أقوى من قوة البشر، قوة فوق قوة. قد ينسى الإنسان من أين أتي نعم حياته ولكنه لن ينس أبدا أن هناك قوة قادرة على أن تخرجه من حاله الصعب. تذكرنا قصة إبراهيم عليه السلام الباحث عن قوة أقوى لا تزول ولا تغيب. الشمس والقمر والنجم كلها تأتي وتغيب، فبعد بحثه الطويل آمن بأنه لا قوة إلا بالله خالق الشمس والقمر والنجم وهو رب العالمين. فهل تؤمن بالله أم تؤمن برب العالمين؟ فما الفرق يبن الاثنين؟ 
إذا رأيت مكتبا فتعتقد أن لهذا المكتب رب، وإذا مشيت في حديقة فتعرف أن لها رب، حتى إذا دخلت بيتا فتسلم على ربها وتنتظر ليفتح لك الباب ثم تدخل. فكلمة "رب" تأتي بمعنى "سيد أو مالك الشيء" وأيضا بمعنى " المتصرف في مخلوقاته بإرادته". والإله هو كائن فوق طبيعي ذو قدرات خارقة، يقدسه ويعبده الإنسان.أما الإله فمعناه المعبود من أله يأله بمعنى عبد يُعبَد فإله معناه معبود وليس معناه الرب وإنما معناه المعبود، والإلهية هي العبادة، والوله هو الحب لأنه سبحانه وتعالى يحبه عباده المؤمنون ويخافونه ويرجونه ويتقربون إليه . فتبين الفرق بين معنى الرب ومعنى الإله وأنهما ليسا بمعنى واحد ومن والعلماء يقولون إذا ذكرا جميعًا صار الرب له معنى والإله له معنى ، وإذا ذكر واحد دخل فيه معنى الرب أما إذا ذكرا جميعًا مثل ما في سورة الناس فإنه يكون للرب معنى وللإله معنى آخر.
فهذه هي القوة التي نتحدث عنها، وهي القوة التي تملك كل شيء والقوة التي يعبدها الإنسان. ونعرف أن شكل الإيمان بهذه القوة متنوع، لأن الإنسان لم ير هذه القوة فيتصورها بأشكال مختلفة. فنجد أن من بعض الناس من يتخذ الأصنام ألهاتهم، والبعض يعتقد بأنه "لا إله إلا الله" ومعناه لا معبود يستحق العبادة إلا الله. وتعتبر هذه الكلمة هي كلمة التوحيد الخالص، وهي أعظم فريضة فرضها الله على عباده، وهي من الدين بمنزلة الرأس من الجسد.    
إذ معنى الإله هو المعبود الذي تألهه القلوب وتخضع له وتتقرب إليه، فلنجعل قلوبنا تخضع لله الذي لا يزول ولا يغيب، فيا خسارة لمن يجعل المال والسلطة والأشياء المدية الأخرى إله، فربما قد لا نشعر أننا واحد منهم، فيا مغيث أغثنا من فتنة الدنيا...!!!

الزواج المبكر ،،، من الجنة إلى جهنم

"الزواج المبكر ،،، من الجنة إلى جهنم"

إنه لا شك فيه أن الكل موافقون بالزواج ولكن متى وكيف يتم الزواج؟؟ فالكل لديهم آراءهم وحجتهم. إنهم موافقون بأن الزواج هو وثيقة غليظة بين الاثنين، المرأة والرجل. والكل يعتقدون أنه رحمة من رب العالين للبشر حفظا على حاجتهم الطبيعية. فليس هناك أحد يخالف الآخرين لاختيار واحدة أو اثنتين أو ثلاث أو أبع على حسب قدرته، ولكنهم قد اختلفوا في كيفية الاختيار. إن قضية "اختيارهن" ليس كقضية اختيار الثمر، إن في قضية الثمر: الفلاح يختار دائما الثمر الناضج لأن طعمه أفضل وأحسن، أما في قضية "اختيارهن" فلكل واحد منهم ذوق وميل مختلف بعضهم عن البعض. فالبعض يختار واحدة من هؤلاء القاصرات ويسمى هذا الزواج بالزواج المبكر، ففي هذه المقالة سأبحث عن إيجابيات وسلبيات الزواج المبكر، فمن يتزوج قاصرة ويجد الإيجابيات فيه فإنه قد حصل على الجنة ومن يجد السلبيات فيه فحصل على الجهنم.
ونجد في المجتمع من يتزوج امرأة أقل عمرها من عشرين وهل هذا يعتبر الزواج المبكر؟ طرح البعض إن المعنى الحقيقي للزواج المبكر من الناحية الطبية والعلمية هو الزواج قبل البلوغ فبالنسبة للفتاة الزواج المبكر هو زواجها قبل الحيض. وأما سن البلوغ فيتراوح عالمياً ما بين 9-16 سنة. فبناء على هذا التعريف أن الزواج في العمر الثامن عشر عاما لا يعتبر الزواج المبكر. ولكن قضية الزواج المبكر تأتي من هذا الحال أيضا:
"اسمي مييـا تزوجت في أقل من أربعة وعشرين عاما من عمري، مهما صعوبة الحياة التي أواجهها مع زوجي وآراء الناس المعارضين عن زواجنا فإنني سعيدة، لأن أهم الأشياء عندنا هو رضا الوالدين بزواجنا" هذا، ما ذكرته مييا، واحدة من ممارسي الزواج المبكر. أكرر كلامها بأنها تزوجت في أقل من الرابعة وعشرين من عمرها فلماذا سمي زواجها بالزواج المبكر؟ لأن في إندونيسيا الزواج المبكر لا يعني الزواج في عمر الصغار فقط بل يعني الزواج بين الاثنين في حالة صعبة أيضا، مثل: لم يجد الزوج على العمل وأنه مازال يدرس في الجامعة. والزواج المبكر في إندونيسيا يعتبر أيضا كالزواج بالحدث أي أن الاثنين قد تجاوزان على الحد في علاقتهما، فالناس يستغربون عن حال من يتزوج وهو مازال يدرس في الجامعة ولم يحصل على العمل ولا البيت ولا يعرف من أين يأكل إلا من مطبخ أمه، فلا يظنون إلا أن الزواج يسببه حدث غير شرعي.
فمييا وغيرها من الفتيات التي يتزوجن في العمر الأقل من عشرين سنة يجد الفائدة من هذا الزواج، -دعنا نقول إنه زواج مبكر كما الآخرون يسمونه بذلك-  فمن فوائد أو إيجابيات الزواج المبكر هي:
1.     تحمل الزوجين للمسؤولية وعدم الاعتماد على الآخرين  .
2.     كما أنه يقلل من الوقوع في الرذيلة و الانحراف والشذوذ الجنسي .
3.     وفيه المحافظة على النسل وتعمير الكون وازدهاره .
4.     كما أن فيه التقارب في السن بين الآباء والأبناء بحيث يكون الفارق في السن بينهما قليلاً يستطيع الآباء من خلال ذلك رعاية أبنائهم والسهر على راحتهم وهم أقوياء كما يستفيدون من خدمة أبنائهم لهم .
لكن من الأسف الشديد، أن فيه كثير من الفتيات اللواتي لا يتحملن على صعوبة الزواج المبكر، لأن الكل يعترفون أن في الزواج مسؤولية كبيرة، فقد تحول الزواج المبكر من خيره إلى شره. ذكر علي راضي أبو زريق بعض سلبيات الزواج المبكر، مثل:
1.     عدم النضج النفسي والذهني.
2.     يضعف الإنسان في مجال العفة، ولا يحميه إلا حماية جسدية إلى حين من الزمان، ثم يعود بعد ملله من قرينه إلى الفاحشة يمارسها وهو متمكن من أساليبها متمرس عليها، لكنه أضعف في مقاومتها. وقد انتبه القدامى إلى هذا فصاغوا خبرتهم هذه بالحكمة القائلة «أعزب دهر ولا أرمل شهر».
3.     والزواج، خصوصا للمرأة، حالة استقرار، والاستقرار ليس دائماً حسناً، ويفقد فرصة النمو الداخلي الذي يكبر به الإنسان ويتطور.
4.     الفهم الخطأ من الحديث الشريف : " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج". إن معنى الشباب المقصود هو من قد حصل على النضج النفسي والخلقي والمادي.
ونرى أيضا كثيرا من المشاكل الصحية للمرأة والعنف المنزلي والانفصال أو الطلاق في الزواج المبكر. ولعل هذه المشكلة لا تحدث لهن. فمن التعريفات المختلفة في معنى التبكير وحد الأقصى لعمر الزواج وأيضا من الإيجابيات والسلبيات الموجودة في الزواج المبكر، فلكلنا اختيار متى سنتزوج وكيف؟؟؟ فليس كل ما يصلح لشخص يصلح لغير، إذا رأينا أحدا ينجح في زواجه المبكر فليس المقصود أن نتبعه ونتزوج مبكرا أو أن نزوج أولادنا مبكرا، فلكل مقام مقال ولكل مقال مقام والزواج لم يكن صالحا إلا في وقته المناسب والقدرة الكافية ماديّة كانت أو معنوية. 

دع المـــــــــاضي للمـــاضي

"دع الماضي للماضي"
(مقالة أدبية عن المرأة المظلومة في الأمثال الشعبية)


هل من أحد يعرف حر النار قبل أن يمسكه؟ هل من أحد يعرف حلوة السكر قبل أن يذوقه؟ فالمعرفة لا تحصل إلا بالتجربة، والبشر من أول حياته يجرب الأشياء الكثيرة والمختلفة ثم يحصل بعد ذلك على المعرفة. والناس يحافظون على المعرفة التي اكتسبوها أو على التجربة التي جربوها عبر الأمثال الشعبية، لذلك يمكن أن نستكشف طبيعة الشعب بسهولة عبر الأمثال لأنها تمثل فلسفة الجماهير.
أحمد أمين طرح لنا تعريف الأمثال بقوله: "الأمثال نوع من أنواع الأدب يمتاز بإيجاز اللفظ وحسن المعنى ولطف التشبيه وجودة الكناية ولا تكاد تخلو منها أمة من الأمم". بالإضافة إلى ذلك، فالأمثال تختلف عن الشعر أو النثر الفني الآخر، إذ رأينا أن كليهما لا يعرفهما إلا من الطبقة الارستقراطية في الأدب، أما الأمثال فكل الناس في الشوارع كان أم في الأعالي يعرفونها جيدا لأن الأمثال عادة وليدة البيئة التي نشأت عنها.
وعبر الأمثال تنتقل المعرفة من جيل إلى جيل لأنها تعتبر تلخيص لتجربةٍ ما مرَّ بها الإنسان عبر حياته، ثم تداولها الناس وعبَّروا بها عن مواقف مشابهة. فالأمثال إذا، تلعب دورا هاما في تقديم آراء المجتمع عن شيء ما، مثل: قضية المرأة. كلنا نعرف أن من ميزات الأمثال أنها تستخدم الأسلوب الجذاب الإيجاز، فهل من وراءها حسن معاملة الناس مع المرآة؟! وكيف يرى المجتمع هذه المخلوقة؟! 
فليخرج من ساحة الأرض من ينكر أن المرأة جزء لا يتجزأ من المجتمع سوء أكان بكونها كشخص، أو كبنت أو كأم أو زوجة فأنها لا تغيب عن الأمثال بل تحضر كثيرا فيها.  فعلى سبيل المثال فإن عدد الأمثال في كتب  الأمثال العربية التي يكون موضوعها شخصية الكهل لا تتجاوز (7%) من مجموع الأمثال، كما يأخذ الطفل نسبة (6%)، والشاعر (12%)، والأحمق (5%)، والفارس (17%). وتأخذ شخصيات غير بشرية كالطير نسبة (6%)، والحيوان مختلف أنواعه (10%)، والنبات (7%)، والشخصيات الغيبية كالغول والجن والهامة وغيرها (6%). في حين تأخذ شخصية المرأة ما نسبته (23%) من مجموع الأمثال.
حضور المرأة في الأمثال العربية والعالمية هل يدل على أنها محبوبة ومحترمة عند المجتمع؟ فلنلاحظ هذه النقاط التي تتحدث عن المرآة من خلال الأمثال الشعبية في العالم:
أولا: المعاملة مع المرأة غير المعاملة مع الرجل. "هل المرأة إنسان أم لا" أ هذا السؤال؟!؟! أعتقد أن السائل هو ليس إنسانا أو ربما هو إنسان لا عقل له، حسنا هو عاقل لا يفكر به. للمرأة رأس فيه مخل، عينان، أذنان، يدان، قدمان وعندها كل ما لدى الآخر، ولكنه ليس سببا أن تحصل على المعاملة الجيدة، من الأسف أن بعض الناس يعاملها كأنها ليست إنسانا بل كأنها مخلوق آخر خلقت لدور الحياة التافه مثل للمتعة والشهوة والأدوار الليلية لا غير. نجد المعاملة الغير إنسانية هذه عبر الأمثال: المرأة : طفل كبير سقراط و المرأة : رجل ناقص أمين سلامة .ورغم دور المرأة في حياة الإنسان واُنسه بها، إلاّ أنّها تبقى عندهم : حيوان بليد أحمق ولكنّه من بواعث الفرح والسرور سقراط .
ثانيا: المرأة قريبة من الشيطان، مثل ما يقال في الأمثل العربي: فالنساء حبائل الشيطان وفي الإسبانية: قبل أن يخلق الله الرجل، خلق الشيطان. وفي الهندية أيضاً نجد: حتّى الشيطان يرفع يديه بالدعاء ليأمن شرّ المرأة. وهي مرتبطة بالشر وليس لحيها قليل من الفضيلة، في الإيطالية: "كل شيء يأتي من عند الله، إلاّ المرأة" . ولذا تربط الأمثال ما بين المرأة والصفات السيِّئة.
ثالثا: المرأة تشبه الحيوانات، ولم يكن وجه الشبه فيه هو الجمال ولا الدور الأنوثي بل وجه الشبه هو في سلوكها وطريقة التعامل معها، بكل التأكيد أن التشبيه ليست من أجل المدح بل من أجل التحقير والهجاء، مثل ما وجدنا في الروسية : "الكلب أكثر فهماً من الزوجة، فهو لا ينبح على صاحبه".
رابعا: تعيش المرأة لا لنفسها، لأن الناس يجعلونها تعيش من أجل سعادة الرجل مثل خدمة في البيت وللزوج، هذا ما ذكر في فلسفية قديمة: "المرأة خلقت لتسعد الرجل"، فهي تعيش حياتها للرجل، لا لنفسها .
خامسا: أنها حمل ثقيل وعبء متعب، ومع كل ما تقدّمه المرأة للرجل من تضحيات، ومع أنّها تنفق راحتها وسعادتها لإسعاده ، إلاّ أنّ الرجل ينظر إليها وكأنّها حمل ثقيل بل شرّ لا بدّ منه : "النساء مشاكل ولكنّها مشاكل تلذ لنا مغالبتها" جيمس ادواردز .و "المرأة ضرر لازم" مثل فرنسي .
سادسا: أنها جالبة كل السيئات، من همّ ومرض وشؤم، فهي ـ في نظرهم  ـ رمز الشقاء والعناء، واللون الأسود من الحياة، رغم كل ما تحمله من جمال وأناقة وحيويّة وسرور، انظر إلى ما يقولون: "المرأة: هي المرض" بقراط .وفي الأمثال العربية: "همّ البنات للممات" ويقال أيضا: "الشؤم في النساء".
 حين نقرأ تلك النقاط المخيفة قد تعجبنا كثيرا بهذه الأمثال الظالمة للمرأة، ولكن من الممكن أن نستريح قليلا لأن غير تلك الأمثال التي تصف المرأة صوفا سلبيا فإنها تستثني وضع المرأة كأم، فإشارة إلى أهمية وجود الأم في حياة كل منا، هناك مثل يقول: "اللي ما عنده أم حاله يغُم". وإذا أردنا أن نستريح طول حياتنا من تلك الأمثال القاتمة، فلنعتمد على المبادئ الدينية السالمة، لأن الدين لا يضع المرأة إلا في مكان عالي محترم، مثل ما ذكر في الأحاديث الشريف عن المرأة: "الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة" و"استوصوا بالنساء خيراً" و"إنما النساء شقائق الرجال، ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهُنَّ إلا لئيم".

فآباءنا وأجدادنا في تجربتهم قد يجدون المرأة كمخلوق غريب ومضير، ليس فيها خير، ولم يخلق إلا لأغراض تافهة، فكل نتيجة تجرباتهم مكتوبة ومحفوظة في الأمثال،ولكن هل نستطيع أن نتمسك بهذه الأمثال؟ أ نحن راض أن تكون المرأة مثل ما ذكرته الأمثال القديمة؟ فلترك ما للماضي للماضي، ولنتيح الفرصة لهذه المخلوقة المظلومة أن تقول للناس جميعا أن فيها رحمة ومودة وعفة وأنها تقدر على الحياة كحياة غيرها وأنها خلقت بمسؤولية عظيمة، وأنها جزء لا يتجرأ من المجتمع بالدور المهم بل إنها مدرسة الحياة.